مخاطبة طلبة الفصل
--------------------------------------------------------------------------------
من العبارات المعروفة تلك تقول: " ليست المشكلة في الذي تقوله إنما المشكلة في كيف ستقوله "، فقد تخاطب حيواناً بصوت هادئ ووتيرة حانية، وأنت تشتمه وتخاصمه، ولكنه مع ذلك يقبل عليك متودداً فرحاً، في حين أنك قد تنصح شخصاً بإخلاص وتفان ولكن أسلوبك الفظ قد ينفره ويصرفه عن الاستماع إليك وقبول نصحك وتوجيهك.
وعندما يعتاد المدرس الصراخ في وجوه الطلبة وشتمهم ووصفهم بعبارات فظة قاسية، فإنما يعكس بذلك صفاته وأخلاقه التي ستؤدي إلى نفور الطلبة وكرههم له، وقد نسب إلى الشاعر العربي الزبير بن بكار أنه قال:
أحب معالي الأخلاق جهـدي
وأكره أن أعيب وأن أعـاب
وأصفح عن سباب الناس حلماً
وشر الناس من يهوي السبابا
ومن هـــاب الرجال تهيّبوه
ومن حقر الرجال فلن يهـابا
يعاني بعض المدرسين الجدد من بعض المصاعب حينما يريدون التحدث لطلابهم، فإما أن يتكلموا بسرعة شديدة أو ببطء شديد، فالطلاب إما أنهم لن يستطيعوا اللحاق بكلام المدرس، وإما أنهم يتذمرون من انتظارهم لما سيقوله المدرس. وفي كلتا الحالتين فإن ذلك يعد خطأ شائعاً ينبغي للمدرس التخلص منه، وذلك إما بمساعدة أحد الموجهين أو الزملاء، وإما بسؤال الطلبة عن مدى سرعته في الكلام، حتى يتمكن من تحديد السرعة المناسبة لمستوى استيعاب الطلبة ومتابعهم.
§ وعلى المدرس أن يحاول أن لا يظهر وكأنه يخطب وهو يشرح الدرس لطلابه، عليه " أن يتكلم مع الطلبة لا أن يتكلم من فوقهم ". والمحادثة المباشرة هي أفضل السبل لتحقيق ذلك، كما أن النظر إليهم مباشرة بدلاً من النظر إلى دفتر التحضير أو الأرض أو السقف أدعى إلى الشعور بأنه يتحدث إليهم ويعنيهم مباشرة بالكلام.
§ ويحسن أن يتعود المدرس مراعاة قواعد اللغة في الحديث وعندما يقع في خطأ لغوي عليه أن يتراجع ويصححه كلما أمكن ذلك.
كما ينبغي أن يتجنب المدرس بعض الأخطاء الشائعة في الحديث. فعندما يفقد المدرس القدرة على التعبير تجده يكثر من الوقفات والتمطيط وقد يعتري كلامه التأتأة أو تقطعات مثل " آ- آ " أو " و..و.." أو أن يكرر ويعيد كلمة معينة بانتظام مزعج كأن يقول " يعني.. يعني.." أو " أ فهمتم ".
§ أما مستوى الصوت فإنه من الخطأ الشائع أن يتكلم المدرس بصوت منخفض جداً، فذلك سيؤدي إلى إجهاد الطلبة في سماع ما يقوله ومتابعته أو قد لا يستطيعون سماعة البتة.
§ وقد جرت العادة عند الطلبة أن يقوّموا صوت المدرس، ومظهره، وملابسه، وأية إشارة أو إيماءة تصدر منه، أو عبارة يكررها، لذا فإنه من المهم أن يحرص المدرس أن يكون يقظاً لأي ردة فعل أو ملاحظة من الطلبة، ويحرص على معالجتها قبل أن يوصم بها.
§ ومن تلك النصائح القيّمة المعينة على تلافي عيوب التقديم وإلقاء الدروس تلك التي نصح بها كولون داوسن في كتابه كيف تواجه الفصل إذ أوصى بأن يسجل المدرس صوته على مسجل صوتي ومن ثم تقويم طريقة تدريسه وملاحظة أخطائه أو أن يصور درسه بالفيديو وسيجد كثيراً من الملاحظات التي يمكنه بالتأكيد تلافيها.
§ اعمل:
1. اجمع انتباه الطلبة قبل أن تخاطبهم.
2. قف في مكان بحيث يمكن لجميع طلاب الفصل أن يروك.
3. تنقّل بالنظر إلى جميع أفراد الفصل.
4. أبعد يدك عن وجهك أثناء الحديث.
5. قف عن الكلام من وقت لآخر تجعل الكلمات تستقر في أذهان الطلبة.
6. تأكد من أن صوتك مسموع وذلك مثلاً بسؤال الصف الأخير في الفصل سؤالاً سريعاً ولكن لا تقل " هل تسمعني أنت الذي في المؤخرة "؟.
7. تذكر أنك إذا أطلت في الكلام بينما بقية الفصل يستمعون إليك دون أن يشاركوا فإن ذلك قد يؤدي إلى مللهم وضجرهم وسرحانهم.
8. كن حليماً عند الإجابة عن بعض أسئلة الطلبة الاستفزازية أو المحرجة التي تهدف إلى إحراجك أو الإيقاع بك.
§ لا تعمل:
1. لا تتمتم بكلمات غامضة وغير مفهومة.
2. لا تنظر إلى وجهة واحدة من الفصل وتهمل باقي الجهات.
3. لا تتحدث بوتيرة ونبرة واحدة.
4. لا تستخدم عبارات أو مصطلحات جديدة دون أن تشرح معناها.
5. لا تعرض على الطلبة كل ما تعرفه بغرض الاستعراض أمامهم.
6. لا تستخدم كلمات أو عبارات غير مناسبة لسن الطلبة الذين أمامك ومستواهم.
7. لا تستأثر بالكلام وحدك.
8. لا تتكلم بسرعة شديدة أو ببطء شديد.
9. تجنب تكرار عبارة أو كلمة لازمة في حديثك.
10. لا تعط إجابة خاطئة إذا لم تكن تعرف الجواب وليس عيباً أن تؤجل الإجابة إلى وقت آخر.